البنوك الخليجية وقوة الرسملة
ويشير الخبير الاقتصادي، عميد كلية إدارة الأعمال بالجامعة الأميركية للتكنولوجيا في لبنان، بيان الخوري، في تصريحات لـ”العربي الجديد”، إلى أن الاقتصاد الخليجي يعتمد بشكل كبير على موارد الطاقة، خاصة النفط والغاز ومشتقاتهما، وهو ما يجعل هذه الاقتصادات عرضة لتقلبات السوق العالمية، لافتا إلى أن هذا التحدي يؤثر بشكل مباشر على البنوك الخليجية التي تقرر أحجام التمويل المتاح لديها بناءً على ارتفاع أو استقرار أو انخفاض أسعار هذه الموارد.
وفي ظل هذا الوضع، تحتاج البنوك الخليجية إلى توفير موارد إضافية من الأرباح غير الموزعة لتمويل عملية التحول الرقمي، وهي عملية ضخمة تتطلب التوافق مع أحدث التقنيات العالمية، ومع وجود منافسة متزايدة بين البنوك والمؤسسات المالية تشكل التكنولوجيا المالية تهديداً كبيراً لقدرتها على الاستحواذ على حصة السوق، حيث أصبح بإمكان المؤسسات تجاوز الحدود الجغرافية واستقطاب الأموال من جميع أنحاء العالم، بحسب الخوري.
وفي السياق، يؤكد الخوري أن البنوك الخليجية تواجه تحديات كبيرة نتيجة تشديد القواعد التنظيمية في دولها، مقرا بأن هذا التشديد يهدف إلى ضبط العمل المصرفي وتقليل المخاطر، لكنه يؤدي في الوقت ذاته إلى تقليص ربحية البنوك.
وإضافة لذلك، لا يمكن تجاهل المخاطر الجيوسياسية التي تسيطر على المنطقة، حيث تظل احتمالات اندلاع صراعات واسعة قائمة، مما يؤثر بشكل مباشر على التوقعات المستقبلية للاستثمارات، بحسب الخوري، مشيرا إلى أن الاستقرار الجيوسياسي يشكل عاملاً رئيسياً في تعزيز الثقة في البنوك الخليجية والمؤسسات المالية الأخرى في تلك الدول، وهو ما يساعد على استقطاب الودائع والرساميل.
وعلى الرغم من ارتفاع أسعار الفائدة العالمية، يلفت الخوري إلى أن البنوك الخليجية لا تزال تحافظ على معدلات فائدة تنافسية تدعم الاقتصاد الوطني والشركات، وتؤثر إيجاباً على مؤشرات مثل البطالة والتضخم، كما أن أداءها القوي مكنها من تراكم احتياطات مالية قوية، ما يجعلها مستعدة لمواجهة أي أزمات محتملة.
وفي ما يتعلق بصغار المودعين الخليجيين، يشير الخوري إلى أن التحديات التي يواجهونها هي تقليدية، مثل ضعف قدرتهم على التفاوض بشأن أسعار الفائدة، إلا أن الأداء القوي لأغلب البنوك الخليجية يمنحهم ثقة أكبر في استقرار ودائعهم، رغم انخفاض العائد.
أما بالنسبة لأصحاب المشاريع الصغيرة، فيرى الخوري أن قوة الرسملة في البنوك الخليجية توفر لهم تمويلاً مستقراً، خاصة أن العديد من هذه المشاريع تحصل على دعم حكومي وتستفيد أيضاً من بيئة الفوائد المعتدلة التي تميز السوق الخليجية.
للاطلاع على المقال كاملا: اضغط هنا