الخوري لـ” سبوتنيك”: تهديد ترامب بفرض تعريفة جمركية على دول بريكس “دعائي” فهناك عقبات تحول دون تنفيذه

أكد الأكاديمي والباحث اللبناني في مجال الاقتصاد والاقتصاد السياسي، بيار الخوري، أن تهديد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بفرض تعريفة جمركية بنسبة 100 بالمئة على السلع المستوردة من دول تحالف “بريكس” في حال تبنيها لعملة بديلة للدولار الأميركي يحمل طابع “دعائي”، مشيراً أن هكذا خطوة ستواجه بعقبات كبيرة على الصعيدين الدولي والداخلي الأميركي.

وقال الخوري، في مقابلة مع ريا نوفوستي، إن “تهديد ترامب بفرض تعريفة جمركية بنسبة 100 بالمئة على السلع المستوردة من دول البريكس إذا تبنت “عملة البريكس” كبديل للدولار الأميركي يبدو إعلانياً أكثر منه ممكنا، وقد تواجه هذه الخطوة حواجز كبيرة، بما في ذلك الانتهاكات المحتملة لقواعد منظمة التجارة العالمية، مما قد يؤدي إلى نزاعات دولية”.

وحول تداعيات اعتماد هذه التعريفات من قبل الإدارة الأميركية على الاقتصاد الأميركي، أكد الأكاديمي اللبناني أن هذه السياسة ستؤدي إلى زيادة تكلفة السلع المستوردة على المستهلكين الأميركيين، مشيراً إلى أن ذلك قد يغذي التضخم ويضر بالصناعات الأميركية التي تعتمد على الواردات.

وتابع الخوري في هذا السياق: “أما من الناحية السياسية، فإن رد الفعل العنيف من دول البريكس من خلال التعريفات الانتقامية والعلاقات الدبلوماسية المتوترة سيخلق مزيدا من التحديات، ومن المرجح أن يواجه الاقتراح معارضة من الكونغرس ومجتمع الأعمال الأميركي”.

كما تطرق الخبير اللبناني إلى ملف الدوافع القريبة المدى لتهديد الرئيس الأميركي المنتخب، مشيراً إلى أن وصف المسؤولين الروس تصريح ترامب بأنه “إعلاني” بطبيعته في المقام الأول يبدو معقولا، قائلا:ً “ويبدو أن الأسواق فسرت الإعلان على أنه خطاب سياسي وليس خطوة سياسية جادة، كما يتضح من تعزيز الدولار الأميركي وانخفاض أسعار الذهب بعد الإعلان، كما تشير ردود الفعل هذه إلى أن البيان كان بمثابة إشارة إلى العزم أكثر من كونه خطة قابلة للتنفيذ”.

واختتم الخوري بالحديث عن مدى فعالية هذا التهديد على سعي دول ائتلاف “بريكس” لتبني عملة بديلة للدولار الأميركي، مؤكداً أن “هذا التهديد، إذا أخذ على محمل الجد، قد يشجع دول البريكس على تسريع الجهود للحد من الاعتماد على الدولار الأميركي من خلال تعزيز التجارة داخل المجموعة أو تطوير أنظمة عملات بديلة”.

وتابع قائلا إن “الأثر المحتمل لمثل هذه الخطوة سيتوقف على التوازن بين هذه الدوافع والحقائق الاقتصادية للاقتصاد العالمي المترابط، حيث قد يعزز اعتماد عملات بديلة للدولار الأميركي قدرا أكبر من التنوع الاقتصادي والتعاون بين دول الائتلاف، منبها في الوقت ذاته إلى أن المخاطر الاقتصادية لفقدان الوصول إلى السوق الأميركية قد تسبب التردد في هذه الدول.

كان نرامب قد هدد، قبل أيام، دول تجمع “بريكس”، بأنه سيفرض “تعريفات (جمركية) بنسبة 100 بالمئة” عليها، إن لم تتخل عن خطط إنشاء عملة بديلة للدولار.

وصرح الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، الاثنين الماضي، بأنه في حال استخدام الولايات المتحدة القوة لإجبار الدول على استخدام الدولار، فقد يؤدي ذلك إلى تعزيز الاتجاه نحو التحول إلى العملات الوطنية، ولن يقتصر الأمر على دول “بريكس” فقط.

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في أكثر من مناسبة، الحاجة إلى تحويل التسويات المالية مع الدول الصديقة، بما في ذلك بلدان “بريكس”، إلى العملات الوطنية. وفي الوقت نفسه، قال الرئيس الروسي، إنه من السابق لأوانه الحديث عن إطلاق عملة موحدة لمجموعة “بريكس”.

الخوري لـ”نداء الوطن” : أمام لبنان 3 تحدّيات تحت عنوان ورشة إصلاح القطاع العام

رأى عميد كلية إدارة الأعمال في الجامعة الأميركية للتكنولوجيا بيار الخوري، أن المرحلة المقبلة هي مزيج من التحدّيات والفرص ومزيج من مصادر داخلية ومصادر خارجية. لافتاً لـ “نداء الوطن” إلى أن عملية إعادة الإعمار ستكون المحرّك الأساسي للنمو الاقتصادي، “علماً أن التحدّيات تتمثل بإمكانية الانتقال إلى إدارة حديثة وشفافة وخالية من الفساد”.

وأوضح أن مصدر التدفقات المالية سيكون المؤسسات الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، مؤسسات التنمية الدولية التي تقدم مشورة لإعادة الإعمار، بالإضافة إلى الدعم المالي المشروط بالإصلاحات الاقتصادية. كذلك الأمر بالنسبة للدول المانحة التي ستتألف بشكل أساسي من الدول العربية المتموّلة، والتي ستشكّل مصدر الدعم الأساسي والأكبر، تليها الدول الأوروبية، فالولايات المتحدة. مشدداً على أن شروط الدول المانحة سياسية بالدرجة الاولى واقتصادية أساسية مماثلة لشروط المؤسسات الدولية.

كما أشار الخوري إلى أن الجزء الآخر من التدفقات المالية سيأتي من خلال عطاءات الدولة أي العقود الاستثمارية طويلة الاجل مثل الـ BOT وغيرها. وأخيراً، فإن الجزء الأخير من التدفقات سيكون من القطاع الخاص اللبناني المغترب والمقيم، الذين أثبتوا عبر التجارب التاريخية أنهم جزء فعّال من أي عملية إعادة إعمار حصلت في الماضي بعد الحروب.

تابع: تضاف إلى ذلك إمكانية حصول المواطنين أو المؤسسات على تعويضات الحرب من خلال صناديق متخصّصة أو الهيئة العليا للإغاثة أو التعويضات الحزبية. وفي حال حصوله، سيكون جزءاً من عملية تدفق الأموال إلى الاقتصاد.

في المقابل، نبّه الخوري من الرقابة المتشددة على مصادر الأموال في ظلّ إدراج لبنان على اللائحة الرمادية لمنظمة العمل المالي، وفي ظلّ اتّهام لبنان بأنه ساحة لتبييض الأموال وأموال الجريمة المنظمة، مما يشكل عبئاً كبيراً على مصادر التمويل غير الموثوقة وغير الرسمية لإعادة الإعمار، خصوصاً التمويل الحزبي بأي شكل من الأشكال.

أما بالنسبة لدور الدولة في عملية إعادة الإعمار، فاعتبر الخوري أن هذا الأمر مرتبط أوّلاً بإصلاح الموازنة، وتعديل النظام الضريبي والنظام المالي ونظام الحوكمة لتأمين إيرادات أكبر يمكن أن تسدّ حاجة التمويل التي تتجاوز ما تهدّم نتيجة الحرب بل تعود إلى العام 2019.

ختم الخوري: أمام لبنان 3 تحدّيات تحت عنوان ورشة إصلاح القطاع العام: الحوكمة، الكفاءة واستئصال الفساد. التحدّي الثاني هو إعادة جدولة الدين العام الأجنبي وإصلاح القطاع المصرفي. والتحدّي الثالث يرتبط بالتوترات الاجتماعية التي يمكن أن تسوق البلاد نحو الفوضى في حال لم يفلح العقل السياسي في إنجاز اصلاحات تسمح بالنمو. إن لم ننجح في هذه التحدّيات لن نحصل على قرش واحد!

للاطلاع على المقال كاملاً: اضغط هنا

الخوري لـ”الديار”: المطلوب خطة تتطلب تعاوناً دولياً وقيادة تؤمن الإستقرار

في قراءة أولية للخسائر والأثر الاقتصادي للحرب الدائرة على لبنان يقول الباحث الأكاديمي والخبير في الشؤون المالية والاقتصادية وعميد كلية الإدارة والأعمال في الجامعة الأميركية للتكنولوجيا الدكتور بيار الخوري في حديث للديار :

“تسببت الحرب على لبنان الدائرة بين إسرائيل وحزب الله والقصف الجوي العنيف على مناطق لبنانية مختلفة بأضرار جسيمة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، و في ما يلي تحليل شامل للخسائر:

1. الأضرار في البنية التحتية
شبكة الكهرباء:

تعرضت شبكة الكهرباء لتدمير واسع، حيث تُقدر خسائرها بحوالى 500 مليون دولار.

شبكة المياه:

تضررت شبكات المياه في مناطق الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع، مما يتطلب إعادة تأهيل كاملة.

البنية التحتية الأخرى:

تضررت الطرق والجسور وشبكة الاتصالات بالكامل في المناطق المتضررة، ما أدى إلى تعطيل شامل للخدمات الأساسية.

2. خسائر القطاع السكني

قُدّرت خسائر القطاع السكني بتدمير حوالى 200 ألف شقة ومنزل. تكلفة إعادة البناء تُقدّر بحوالى 5 مليارات دولار.

الأراضي الزراعية والإنتاج الزراعي:

طالت الأضرار ثلث الأراضي الزراعية القابلة للزراعة، مما أدى إلى خسائر طويلة الأجل.

تم تدمير حوالى 50 ألف شجرة زيتون وأشجار مثمرة أخرى.

الاحراج الطبيعية تعرضت للتدمير والحريق، مما أدى إلى تدهور بيئي قد يستمر لعقود بسبب استخدام مواد لها آثار بيئية طويلة الأمد.

وتعطلت كافة مصالح الجنوب بعد صيدا وشرق صيدا، مما أدى إلى شلل اقتصادي في تلك المناطق.

قطاع الخدمات:

خسر حوالى 20% من إنتاجه، رغم استمرار عمل القطاع السياحي في بعض المناطق بسبب توافد النازحين داخليًا.

الناتج المحلي:

تشير التقديرات إلى أن الناتج المحلي الإجمالي سيتراجع بحوالى 6 مليارات دولار سنويًا، مع خسائر إجمالية تُقدر بـ 12 مليار دولار، عدا فاقد الإنتاج المستقبلي الذي يتجاوز دورة اقتصادية واحدة.

تعطيل اليد العاملة:

تعطلت ثلث القوى العاملة اللبنانية، مما رفع معدلات البطالة وزاد الضغط الاجتماعي.

ارتفاع التضخم:

التضخم على السلع الأساسية زاد بنسبة 10%، مما أثر في القدرة الشرائية للسكان.

هجرة الكفاءات:

غادر أكثر من 400 ألف مواطن البلاد، ما زاد من نزيف الكفاءات وعقّد جهود التعافي الاقتصادي.

شلل الاستثمارات:

الاستثمار، الذي كان يعاني منذ أزمة 2019، بات مشلولًا بالكامل نتيجة الحرب وعدم الاستقرار.

تشوه التعليم:

يعاني القطاع التعليمي من تشوهات كبيرة بسبب فقدان البنية التحتية وصعوبة تطبيق التعليم عن بعد في المناطق المختلفة خاصة مع ضغط النزوح على المدارس، مما يهدد بجيل يعاني من فجوات تعليمية طويلة الأمد.

وما ينطبق على الكهرباء ينطبق أيضًا على الاتصالات، التي تعرضت للتدمير في المناطق المستهدفة، مما يزيد من تعقيد عملية إعادة الإعمار واستعادة الخدمات.

يرى الخوري أن الحرب الحالية تُشكّل تحديًا هائلًا للبنان على عدة مستويات وهي تتجاوز التقديرات الحالية للخسائر الإجمالية 12 مليار دولار، مع توقع تأثير اقتصادي مستمر لسنوات مقبلة.

التأثير في النمو:

-تعطل الإنتاج وتراجع الناتج المحلي الإجمالي، مما يزيد من عمق الأزمة الاقتصادية.

-الهجرة، البطالة، والتضخم تزيد من الأعباء على المجتمع اللبناني.

الإجراءات المطلوبة للتعافي

أما بالنسبة للإجراءات المطلوبة للتعافي الاقتصادي فيشدد الخوري على ضرورة إعادة الإعمار السريع واعتماد الخطوات الاتية :

-التركيز على البنية التحتية الأساسية لتسهيل عودة الحياة إلى المناطق المتضررة.

-تعويض المزارعين والمتضررين: تقديم دعم مباشر لإعادة زراعة الأراضي المتضررة من خلال برامج مصممة دوليا.

-إصلاح الاقتصاد الوطني: وضع خطط اقتصادية لتعزيز القطاعات الإنتاجية وتقليل الاعتماد على اقتصاد التحويلات.

-مكافحة الهجرة الجماعية: توفير الحوافز للمقيمين والمغتربين للعودة والاستثمار في إعادة بناء البلاد.”

ويختم الخوري بالقول “الوضع الحالي يتطلب خطة شاملة تتضمن تعاونًا دوليًا واسعًا وقيادة سياسية قادرة على تحقيق الاستقرار”.

للاطلاع على المقال كاملا: اضغط هنا