الخوري لـ” الجمهورية”: سعر الصرف وهمي وحقيقي في الوقت عينه

يقول الاقتصادي بيار الخوري لـ«الجمهورية» ان سعر الصرف الحالي هو وهمي وحقيقي في الوقت نفسه، حقيقي لأنه السعر الذي يتوافق مع آخر سعر صرف اعتمد في السوق السوداء قبل انسحاب المركزي من السوق، ومذّاك يتحرك بهامش لا يزيد عن 100 او 200 ليرة. وتالياً يمكن القول ان الضخ الكثيف لليرة اللبنانية الذي كان يعتمده المركزي في مرحلة سابقة أدى الى انهيار سعر الصرف، بينما انسحابه من السوق ادى الى تهدئة الوضع، فلو أتى انسحابه بوقت أبكر، تاركاً المجال للعناصر الاقتصادية ان تؤدي دورها، ربما ما كان وصل سعر الصرف الى 90 الفاً ولا حتى الى 140 الفاً.

تابع الخوري: أما سعر الصرف فهو وهمي لأنه مُثبت بقرار وغير متروك لعناصر السوق، صحيح ان المركزي ما عاد يتدخل في السوق طابعاً لليرة، انما يتدخل شارياً للدولار. وتساءل: هل كان ممكناً منذ عام الى اليوم تراجع سعر صرف الدولار في ظل توقف المركزي عن طبع الليرة؟ نعم بكل تأكيد، لذلك نقول ونؤكد ان السعر المعتمد اليوم هو وهمي. اضاف: ان ارتفاع فائدة الانتربنك على الليرة والتي وصلت الى 120% و 130% يدل على ان هناك طلباً على الليرة وكان يجب ان ينعكس هذا الامر تراجعاً في سعر الصرف، الا ان المصرف المركزي لم يسمح بذلك وأصرّ على تثبيته على سعر 89500 ليرة.

لماذا يشتري المركزي الدولار؟

وبرّر الخوري تدخل المركزي بالسوق شارياً للدولار لسببين إمّا لرفع احتياطيه من النقد الاجنبي، وامّا لتأمين دولارات تلبية لنفقات الدولة ما حال دون تسجيل اي انخفاض اضافي بسعر صرف الدولار. وأسِف لأنّ هذا التوجه أتى على حساب ثروات الناس ومن خلال الضرائب غير العادلة التي فرضت في موازنة 2025، لافتاً الى ان تراجع سعر الصرف، لو حصل، لكان انعكس ايجاباً على مستوى الاجور وتعويض المودعين وتعويض الثروات التي ضاعت.

واعتبر الخوري ان ما حصل في الاعوام 2022 و 2023 هو انهيار خيالي وغير مبرر ولم يُسمح حتى الان ان يحصل اي توازن حقيقي لسعر الصرف، بل هناك قرار بتثبيته على هذا المعدل لعدة اسباب منها الحفاظ على قيمة الودائع بالليرة، الابقاء على قيمة ديون الدولة بالليرة، والابقاء على مستوى الدخل.

ضخ متعمّد لليرة؟

الى ذلك، لم يستبعد الخوري ان يكون الاسلوب الذي اعتمد في الفترة السابقة من ضخ لليرة في السوق متعمّداً لأنه جاء ليلبّي مجموعات من المصالح الخاصة اعتاشت من هذا الانهيار، فعلى سبيل المثال لا الحصر انّ منصة صيرفة كانت بوابة استفادت منها مجموعات من المصالح الخاصة على مدى سنتين على حساب الليرة، كذلك تعاظمت بعض المصالح عبر بوابة «طبع الليرة» والمضاربة عليها، وأتت «خطة الدعم» تلبية لبعض المصالح ونتكلم هنا عن مبالغ أُهدرت تتراوح ما بين 7 و 14 مليار دولار صُرفت على الدعم الوهمي استفادت منها المصالح الخاصة. وللأسف انّ هذه المصالح الخاصة لا تزال تعمل وتسيطر حتى اليوم ويظهر ذلك جلياً من خلال أزمة الطوابع واحتكارها وبيعها في السوق السوداء في حين تعجز الدولة عن اعتماد الطابع الالكتروني…

ما هو سعر الدولار الحقيقي؟

ورداً على سؤال عن السعر الحقيقي للدولار، قال الخوري: من قرابة العام، أي قبل اندلاع حرب غزة، قلت ان السعر الحقيقي للدولار يتراوح ما بين 50 الى 60 الفاً، اما اليوم فلا يمكن تقديره مرجّحاً ان يكون حوالى 70 الفاً. وقال: لمعرفة السعر الحقيقي للدولار يجب تحريره كليّاً بحيث لا يتدخل المركزي لا بائعاً ولا شارياً للدولار. أضاف: بما ان سعر الدولار لا يتحرك صعوداً ولا نزولاً، فهذا يعني ان هناك قراراً بتثبيته مهما زاد عرض الدولارات. وعَزا هذا التثبيت المتعمّد كي لا تضطر الدولة الى رفع مستوى المعاشات، وتجنّباً لتعاظم دينها بالليرة اللبنانية مجدداً، فديونها بعدما كانت مُحتسبة على دولار 1500 ليرة، باتت محررة اليوم وفق سعر صرف 90 الفاً، ما أمّنَ لها وفراً يقدر بنحو 5600%، اي ما يوازي نحو 94% من قيمة الدين. وعليه، انّ اي تحسّن بالليرة سيؤدي الى رفع قيمة الدين بالليرة على الدولة مجدداً، ويؤدي الى ارتفاع قيمة سندات الدين وهذا ما لا تتمناه.

للاطلاع على المقال كاملاً: اضغط هنا

الخوري لـ ” صوت بيروت انترناشونال” : النجاح في إعداد الموازنة يتطلب التزام جميع الأطراف المعنية بالمصلحة العامة

في لبنان وفقط في لبنان إجراء الاستحقاقات في موعدها يعتبر إنجازاً في الوقت الذي يجب أن يكون من الأمور البديهية في أي بلد يحترم القانون والدستور.

فبعدما تغنى المسؤولون بإقرار قانون موازنة 2024 ضمن المهل الدستورية بالرغم من كل الانتقادات التي تعرضت لها هذه الموازنة التي اعتبرها الخبراء الاقتصاديون موازنة بلا رؤية اقتصادية وهي ضرائبية بامتياز و لا تتضمن إصلاحات جذرية.

اليوم يفاخر وزير المال يوسف الخليل بأن الوزارة ملتزمة تقديم موازنة 2025 في موعدها فهل يكفي هذا الأمر كي تكون هذه الموازنة الموازنة المطلوبة لإنقاذ لبنان من قعر الانهيار وهل فعلاً ستبصر النور في وقتها المحدد؟ وأي اعتبارات يجب أن يأخذها المعنيون عند إعداد هذه الموازنة؟

في هذا الإطار يعتبر عميد كلية إدارة الأعمال في الجامعة الأميركية للتكنولوجيا الدكتور بيار الخوري في حديث لصوت بيروت إنترناشونال انه في سياق التحديات الاقتصادية والسياسية التي قد تواجه لبنان يمكن القول بأن إعلان وزير المالية عن التزامه تقديم موازنة 2025 في موعدها الدستوري يبعث برسالة إيجابية للمجتمع الدولي عن النية للالتزام بالإطار القانوني والشفافية المالية لكنه يشير انه مع ذلك تظل القدرة على تنفيذ هذا الإعلان مرهونة بعدة عوامل وهي :

١-الاستقرار السياسي: يجب أن يكون هناك استقطاب سياسي اقل لتمرير الموازنة في البرلمان دون تأخير.

٢-التوافق بين الأطراف السياسية: التوصل إلى توافق بين القوى النيابية المختلفة أمر ضروري لضمان عملية تمرير الموازنة.

٣-الوضع الاقتصادي العام: الوضع الاقتصادي، بما في ذلك معدلات التضخم، وضع العملة، ومستويات الدين، يجب أن يؤخذ في الاعتبار لضمان إعداد موازنة واقعية ومستدامة.

أما بالنسبة للاعتبارات التي يجب أن يأخذها المعنيون عند إعداد الموازنة فلفت الخوري إلى ان هنام عدة جوانب رئيسية أهمها:

-الشفافية والمساءلة: تأكيد الشفافية في توزيع الموارد ووضوح النفقات والإيرادات.

-التركيز على الاستدامة المالية: وضع خطط للحد من العجز ومعالجة التوقف عن دفع الدين بشكل فعّال.

-دعم النمو الاقتصادي: تخصيص موارد للقطاعات الحيوية التي تسهم في النمو الاقتصادي وتحسين مستوى المعيشة مشيراً إلى ان موازنة ٢٠٢٤ أعطت إشارات معاكسة لهذا الاتجاه.

-التوزيع العادل: مراعاة التوزيع العادل للعبء الضريبي وللموارد بما يخدم جميع الفئات والمناطق.

وحول الهواجس التي يمكن أن تكون لديه كمتابع للشأن الاقتصادي فتحدث الخوري عن الأمور التالية :

-القدرة على التنفيذ: مدى القدرة على تنفيذ البنود الموجودة في الموازنة وفقاً لما خُطط له.

-ردود الفعل الاجتماعية: كيفية استجابة الشعب للموازنة، خاصة إذا تضمنت إجراءات تقشفية.

-التأثيرات الخارجية: تأثير العوامل الخارجية مثل الأزمات الاقتصادية الإقليمية والدولية على قدرة لبنان على تحقيق توقعات الموازنة.

ووفقاً للخوري تظل هذه العوامل جميعها محورية لتحديد ما إذا كانت موازنة 2025 ستخرج  إلى النور في الوقت المحدد وتحقق الأهداف المرجوة منها مشدداً على ضرورة أن تعمل الحكومة بجدية ومسؤولية لمواجهة هذه التحديات والتأكد من تنفيذ الموازنة بشكل فعال وشفاف مؤكداً أنه في نهاية المطاف النجاح في إعداد وتنفيذ الموازنة يعتمد على التزام جميع الأطراف المعنية بالمصلحة العامة لتحقيق استقرار ونمو اقتصادي مستدام.

للاطلاع على المقال كاملا:  اضغط هنا 

الخوري لمهارات نيوز : هذه أهمية الطابع الإلكتروني

صرّح الخبير الاقتصادي وعميد كلية إدارة الأعمال في الجامعة الأميركية للتكنولوجيا بيار الخوري لـ”مهارات نيوز” أنّ “الطوابع الالكترونية  تحسّن الكفاءة بحيث يسمح الطابع الإلكتروني بتسهيل الإجراءات الإدارية وتقليل الوقت اللازم لإتمام المعاملات الحكومية، حيث يمكن الحصول عليه واستخدامه بشكل فوري عبر المعاملات”.

وفي ظلّ انتشار ظاهرة السوق السوداء مع ما تحمله من أعباء مالية على المواطن اللبناني خلال عملية شراء الطوابع،  يساعد الطابع الإلكتروني في تقليل فرص الغش والتلاعب بالطوابع الورقية. فمن خلال تتبع المعاملات الإلكترونية بدقة، بما يستحيل على الأفراد بيع الطوابع بأسعار غير واقعية في السوق السوداء، مما يعدم هذه الظاهرة، بحسب ما أشار إليه الخوري.

للاطلاع على المقال كاملا : اضغط هنا