الخوري لـ”الديار”: المطلوب خطة تتطلب تعاوناً دولياً وقيادة تؤمن الإستقرار

في قراءة أولية للخسائر والأثر الاقتصادي للحرب الدائرة على لبنان يقول الباحث الأكاديمي والخبير في الشؤون المالية والاقتصادية وعميد كلية الإدارة والأعمال في الجامعة الأميركية للتكنولوجيا الدكتور بيار الخوري في حديث للديار :

“تسببت الحرب على لبنان الدائرة بين إسرائيل وحزب الله والقصف الجوي العنيف على مناطق لبنانية مختلفة بأضرار جسيمة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، و في ما يلي تحليل شامل للخسائر:

1. الأضرار في البنية التحتية
شبكة الكهرباء:

تعرضت شبكة الكهرباء لتدمير واسع، حيث تُقدر خسائرها بحوالى 500 مليون دولار.

شبكة المياه:

تضررت شبكات المياه في مناطق الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع، مما يتطلب إعادة تأهيل كاملة.

البنية التحتية الأخرى:

تضررت الطرق والجسور وشبكة الاتصالات بالكامل في المناطق المتضررة، ما أدى إلى تعطيل شامل للخدمات الأساسية.

2. خسائر القطاع السكني

قُدّرت خسائر القطاع السكني بتدمير حوالى 200 ألف شقة ومنزل. تكلفة إعادة البناء تُقدّر بحوالى 5 مليارات دولار.

الأراضي الزراعية والإنتاج الزراعي:

طالت الأضرار ثلث الأراضي الزراعية القابلة للزراعة، مما أدى إلى خسائر طويلة الأجل.

تم تدمير حوالى 50 ألف شجرة زيتون وأشجار مثمرة أخرى.

الاحراج الطبيعية تعرضت للتدمير والحريق، مما أدى إلى تدهور بيئي قد يستمر لعقود بسبب استخدام مواد لها آثار بيئية طويلة الأمد.

وتعطلت كافة مصالح الجنوب بعد صيدا وشرق صيدا، مما أدى إلى شلل اقتصادي في تلك المناطق.

قطاع الخدمات:

خسر حوالى 20% من إنتاجه، رغم استمرار عمل القطاع السياحي في بعض المناطق بسبب توافد النازحين داخليًا.

الناتج المحلي:

تشير التقديرات إلى أن الناتج المحلي الإجمالي سيتراجع بحوالى 6 مليارات دولار سنويًا، مع خسائر إجمالية تُقدر بـ 12 مليار دولار، عدا فاقد الإنتاج المستقبلي الذي يتجاوز دورة اقتصادية واحدة.

تعطيل اليد العاملة:

تعطلت ثلث القوى العاملة اللبنانية، مما رفع معدلات البطالة وزاد الضغط الاجتماعي.

ارتفاع التضخم:

التضخم على السلع الأساسية زاد بنسبة 10%، مما أثر في القدرة الشرائية للسكان.

هجرة الكفاءات:

غادر أكثر من 400 ألف مواطن البلاد، ما زاد من نزيف الكفاءات وعقّد جهود التعافي الاقتصادي.

شلل الاستثمارات:

الاستثمار، الذي كان يعاني منذ أزمة 2019، بات مشلولًا بالكامل نتيجة الحرب وعدم الاستقرار.

تشوه التعليم:

يعاني القطاع التعليمي من تشوهات كبيرة بسبب فقدان البنية التحتية وصعوبة تطبيق التعليم عن بعد في المناطق المختلفة خاصة مع ضغط النزوح على المدارس، مما يهدد بجيل يعاني من فجوات تعليمية طويلة الأمد.

وما ينطبق على الكهرباء ينطبق أيضًا على الاتصالات، التي تعرضت للتدمير في المناطق المستهدفة، مما يزيد من تعقيد عملية إعادة الإعمار واستعادة الخدمات.

يرى الخوري أن الحرب الحالية تُشكّل تحديًا هائلًا للبنان على عدة مستويات وهي تتجاوز التقديرات الحالية للخسائر الإجمالية 12 مليار دولار، مع توقع تأثير اقتصادي مستمر لسنوات مقبلة.

التأثير في النمو:

-تعطل الإنتاج وتراجع الناتج المحلي الإجمالي، مما يزيد من عمق الأزمة الاقتصادية.

-الهجرة، البطالة، والتضخم تزيد من الأعباء على المجتمع اللبناني.

الإجراءات المطلوبة للتعافي

أما بالنسبة للإجراءات المطلوبة للتعافي الاقتصادي فيشدد الخوري على ضرورة إعادة الإعمار السريع واعتماد الخطوات الاتية :

-التركيز على البنية التحتية الأساسية لتسهيل عودة الحياة إلى المناطق المتضررة.

-تعويض المزارعين والمتضررين: تقديم دعم مباشر لإعادة زراعة الأراضي المتضررة من خلال برامج مصممة دوليا.

-إصلاح الاقتصاد الوطني: وضع خطط اقتصادية لتعزيز القطاعات الإنتاجية وتقليل الاعتماد على اقتصاد التحويلات.

-مكافحة الهجرة الجماعية: توفير الحوافز للمقيمين والمغتربين للعودة والاستثمار في إعادة بناء البلاد.”

ويختم الخوري بالقول “الوضع الحالي يتطلب خطة شاملة تتضمن تعاونًا دوليًا واسعًا وقيادة سياسية قادرة على تحقيق الاستقرار”.

للاطلاع على المقال كاملا: اضغط هنا

الخوري يتحدث لـ”لبنان 24″ عن آفاق الاستقرار النقدي

“كم بلغ سعر صرف الدولار؟”. سؤال شغل اللبنانيين يومياً على مدار الأعوام الخمسة الماضية. فبعدما بات الإقتصاد مدولراً ولو بشكل غير رسميّ، أصبحت العملة الخضراء تحكم اللبنانيين لتسيير أعمالهم اليومية، حتى أزاحت الليرة اللبنانية عن الساحة بصورة شبه كليّة. ومع الحرب الدائرة منذ أيلول المنصرم، وفيما اعتدنا أن يغتنم المتلاعبون بالأسعار الفرصة لتحقيق مكاسب أكبر، من المستغرب بقاء سعر الصرف مستقراً عند حدود الـ90 ألف ليرة للدولار الواحد منذ نهاية العام الماضي.

منذ ربيع عام 2023، شهد لبنان استقرارًا ملحوظًا في سعر صرف الليرة مقابل الدولار الأميركي، على الرغم من التداعيات الاقتصادية والسياسية الكبرى التي هزّت المنطقة، بما في ذلك الحرب في غزة، وتصاعد التوترات في جنوب لبنان بعد إعلان حزب الله خوضه الحرب لإسناد غزة.
كما خلفت الحرب الإسرائيلية آثارًا كارثية من الدمار والتعطل الاقتصادي، مما زاد من الضغوط على الاقتصاد اللبناني الهش أصلًا.
وبحسب البروفسور بيار الخوري، تمكّن مصرف لبنان المركزي بعد تغيير الحاكمية والتوافق الذي حصل بين الحاكم بالتكليف د. وسيم منصوري والمؤسسات الدولية، من ضمان هذا الاستقرار النقدي نتيجة لاعتماد سياسات حذرة واستراتيجية مالية متميزة.

وأشار الخوري لـ”لبنان 24″ إلى أن الخطوات تمثّلت بـ”وقف تمويل عجز الموازنة، فقد توقف المصرف عن تمويل العجز الحكومي، وتبنت الحكومة موازنات متوازنة تعتمد على الإيرادات الذاتية بدلًا من الاستدانة”.
كما تمّ  الحد من التدخل في سوق القطع، وفق الخوري “إذ قلّل المصرف تدخله المباشر في سوق صرف العملات، مع التركيز على ضخ السيولة بالليرة اللبنانية فقط ضمن حدود تضمن توفير المتطلبات الأساسية للاقتصاد”.
إلى ذلك، جرى ضبط السيولة من خلال اعتماد المصرف سياسة تقنين السيولة بالليرة اللبنانية، بحيث لا تتجاوز الكتلة النقدية بمعناها الضيق (النقد في التداول) ما يعادل 600 مليون دولار. تم تحقيق ذلك من خلال اعتماد الحكومة على زيادة الضرائب والرسوم بما ساهم في سحب الفائض النقدي من السوق.

ووفق الخوري، استطاعت هذه السياسات الحد من الضغوط التضخمية وتحسين استقرار النظام النقدي، رغم الظروف القاسية والحوار وظيفة الليرة ودور البنوك في الاقتصاد، ما أدى إلى استعادة الثقة بالسلطة النقدية.
واعتبر الخوري أن مصرف لبنان يواجه اليوم تحديات سياسية واقتصادية تهدد استمرارية هذا الاستقرار النقدي، أبرزها  “تعرض الحاكم بالتكليف وسيم منصوري، لضغوط سياسية بهدف دفع المصرف إلى تمويل مشاريع مثل أعمال الإغاثة، مما قد يؤدي إلى زيادة الكتلة النقدية وبالتالي ارتفاع التضخم وانهيار قيمة العملة”.

كما أن الآثار الاقتصادية للحرب المستمرة في لبنان والتداعيات الإقليمية تضع الاقتصاد اللبناني تحت ضغط إضافي، خاصةً مع تعطّل شرايين التجارة والصناعة والخدمات بسبب خروج ثلث الأراضي اللبنانية من الدورة الاقتصادية.
واعتبر الخوري أن الاقتصاد اللبناني يظل معتمدًا بشكل كبير على التحويلات من الخارج والقطاع المصرفي، مما يعرضه لمخاطر متزايدة في ظل انعدام النمو الإنتاجي.
من هنا، أشار إلى أن “أي خطوة لاستئناف تمويل الحكومة من قِبل مصرف لبنان قد تعيد البلاد إلى دوامة التضخم الجامح وفقدان الثقة في النظام المالي. هذا التمويل، وإن كان يستهدف أهدافًا إنسانية وإغاثية، يمثل تهديدًا للاستقرار النقدي الذي تحقق بشق الأنفس، خاصةً في ظل هشاشة الوضع السياسي والاقتصادي وسيأتي بنتائج عكس المرتضى خاصة من حيث التأثير على الفئات الأكثر تعرضاً للازمة”.

ورأى الخوري أن الحفاظ على الاستقرار النقدي في لبنان يحتاج إلى استمرار السياسات المالية والنقدية الصارمة التي تبناها مصرف لبنان. وبالتالي، يجب إيجاد مصادر تمويل في الوطن مثل المساعدات الدولية وزيادة الإيرادات من القطاعات الإنتاجية، بدلًا من الاعتماد على طباعة المزيد من النقود.

للاطلاع على المقال كاملا: اضغط هنا 

الخوري لـ ” العربي الجديد” : الاستثمارات الصينية تمثل فرصة واعدة لدول الخليج، لتحقيق تنويع اقتصادي

يشير عميد كلية إدارة الأعمال في الجامعة الأميركية للتكنولوجيا في لبنان، بيار الخوري، لـ”العربي الجديد”، إلى أن الصين رائدة عالميًا في تقنيات الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح، بينما تعتمد دول الخليج بشكل كبير على النفط والغاز، لكنها بدأت في تعزيز استثماراتها في مجال الطاقة المتجددة لتحقيق تنويع اقتصادي وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، ولذا فإن مشاريع مثل محطة الظفرة للطاقة الشمسية في الإمارات، ومشاريع مماثلة في السعودية ضمن رؤية 2030، تُظهر دور الصين كشريك رئيسي في تطوير البنية التحتية للطاقة النظيفة.

 

ويوضح الخوري أن مبادرة “الحزام والطريق” عززت وجود الاستثمارات الصينية في الموانئ والطرق والقطاعات اللوجستية في الخليج، وهذه المشاريع تسهم في ربط المنطقة بالأسواق الآسيوية والأوروبية، مما يعزز دور الخليج كمحور تجاري عالمي.

 

وإزاء ذلك، فإن التعاون مع الصين يوفر لدول الخليج خيارات اقتصادية وسياسية بديلة عن الاعتماد التقليدي على الغرب، خاصة الولايات المتحدة. كما أن التركيز على الاستثمار في الطاقة المتجددة والبنية التحتية يعزز من استقلالية الاقتصاد الخليجي، حيث يمكن لهذه المشاريع أن تقلل من الاعتماد على تصدير النفط والغاز كمصدر رئيسي للدخل وتخلق مصادر دخل مستدامة على المدى البعيد، كما تساهم في بناء قدرات تقنية وصناعية محلية، حسب الخوري.

 

ويضيف قائلا: “كما أن دول الخليج تمتلك صناديق سيادية ضخمة تمكّنها من تمويل المشاريع الكبرى بالشراكة مع الصين، ولأن الخليج يُعد نقطة وصل استراتيجية بين آسيا وأوروبا، فإن ذلك يعزز جاذبية المنطقة للاستثمارات الصينية ضمن مبادرة الحزام والطريق”.

 

ويخلص الخوري إلى أن الاستثمارات الصينية تمثل فرصة واعدة لدول الخليج، لتحقيق تنويع اقتصادي وتقليل الاعتماد على النفط.

للاطلاع على المقال كاملا: اضغط هنا