يواجه لبنان تحديات متزايدة تتعلق بانتشار المواد المخدرة، خاصة بعد تفكك سلاسل التوريد التقليدية نتيجة للعمليات الأمنية وتغير المعادلات الإقليمية.
في هذا السياق، يقدّر الدكتور بيار الخوري أن انقطاع إنتاج وتوريد المخدرات التقليدية قد أدى إلى ظهور منتجات جديدة منخفضة الجودة تم تصنيعها على عجل، أي “من قريبو”، مما يجعلها أكثر خطورة من المخدرات المعروفة مثل الكبتاغون.
هذا التقدير ينبع من ملاحظة زيادة الجرائم بين صغار السن، والتي قد تكون مرتبطة بتأثيرات هذه المواد الجديدة.
إضافة إلى ذلك، فإن سقوط النظام السوري وتراجع نفوذ العصابات المرتبطة به داخل لبنان، نتيجة للتطورات العسكرية الأخيرة في البلدين، ساهم في تعطيل شبكات التهريب والإنتاج التقليدية، ما دفع بعض المصنعين غير الشرعيين إلى اللجوء إلى تصنيع بدائل غير خاضعة لأي رقابة. ومع استمرار الطلب المرتفع على المخدرات، خاصة بين الفئات الشابة والمهمشة، ظهرت هذه المنتجات بسرعة في السوق السوداء، مما زاد من المخاطر الصحية والأمنية.
تتسبب هذه المواد المجهولة التركيب في زيادة حالات الجرعات الزائدة والتسمم، حيث لا يدرك المستخدمون مكوناتها الحقيقية وتأثيراتها المحتملة. كما أنها قد تكون سببًا في ارتفاع معدلات الجرائم بين صغار السن نتيجة لتأثيراتها العصبية الخطيرة التي تعزز السلوك العدواني والإجرامي، مما يشكل تهديدًا مباشرًا للاستقرار الاجتماعي. إلى جانب ذلك، فإن استهلاك هذه المخدرات يؤدي إلى أضرار صحية بالغة مثل نوبات الذهان، وتلف الدماغ، واضطرابات في وظائف الكلى والكبد، مما يفاقم الأزمة الصحية في البلاد.
لمواجهة هذه الظاهرة، من الضروري تعزيز الرقابة الأمنية لضبط عمليات التصنيع والتوزيع، بالإضافة إلى تكثيف الحملات التوعوية، خاصة بين فئة الشباب، لتوضيح المخاطر الصحية والأمنية المرتبطة بهذه المواد. كما أن توفير خدمات علاجية وتأهيلية فعالة للمدمنين أصبح ضرورة ملحة للحد من تفشي الإدمان.
للاطلاع على المقال كاملا: اضغط هنا