الخوري لـ”vdlnews”: تحديد حد أدنى للأجور على ألف دولار قد يبدو أقل من المنصف

قال عميد كلية إدارة الاعمال في الجامعة الاميركية للتكنولوجيا الخبير الاقتصادي بيار الخوري: “تحديد حد أدنى للأجور على ألف دولار قد يبدو أقل من المنصف، لكن قدرة الحكومة على الوفاء بهذا الحد الأدنى للأجور، الذي هو ألف دولار، أعتقد أن الوقت ما زال مبكرًا للإجابة عليه”.

وأضاف في حديث لـ”vdlnews”: “تحديد حد أدنى للأجور ليس عملية إدارية فقط، بل هو أمر يتصل أولاً بموارد الحكومة، ثانيًا بعدالة الأجور،ثالثًا بمصلحة الاقتصاد والتوازن بين وظائف القطاع العام والخاص”.

وأكد أننا “نعلم أن الحد الأدنى للأجور لم يكن معيارًا للأجور منذ زمن بعيد، حتى عندما كان الحد الأدنى للأجور 675 ألف ليرة، لم تكن الشركات تلتزم به، وفي فترة من الفترات، حتى في القطاع العام، لم يكن هناك حد أدنى للأجور وصار معدل الأجور في القطاع العام أعلى من معدل الأجور في القطاع الخاص، لأن القطاع العام كان يخدم الزبائنية السياسية، وهو ما أثر سلبًا على الاقتصاد الوطني”.
وشدد على أن “القطاع الخاص قد يجد حلاً، لكن من الواضح أنه غير عادل في كثير من الحالات عندما يحرر نفسه من الحد الأدنى للأجور، وهذا أقام نظامًا قائمًا على التوازن بين مصلحة المؤسسة وكفاءة الموظف، وهو أيضًا لا يعد حلًا عادلاً”.

ولفت إلى أنه “يجب أن نفكر اليوم في مجموع الأجر بالإضافة إلى الخدمات التي تقدمها الحكومة، والتي تجعل القطاع الخاص والعام يحسبان أجورهما بناءً على ما تقدمه الحكومة من خدمات عامة”.

وبرهن الخوري فكرته بمثال قائلاً: “لو كان هناك مجتمع سليم في لبنان، سيتغير منطق الأجور، بمعنى إذا كان هناك سكن، وإذا كانت هناك قروض سكنية، وإذا كان هناك أي طريقة لتسهيل الوصول إلى سكن يتناسب مع ميزانيات الناس، حينها سيتغير مفهوم الأجور في لبنان، إذا تطور مفهوم العمل، سيتغير مفهوم الأجور أيضًا، لكن في بلد مثل لبنان، حيث لا توجد خدمات كافية، قد لا تكفي ألف دولار في الشهر”.

وتابع: “لكن الأجور يجب أن تدرس مع الخدمات العامة التي تقدمها الحكومة، فهذا الأمر يساعد على تقليل الاختناقات ويقلل من تضخم أسعار الخدمات، وخاصة أسعار الخدمات المرتبطة بفئة الموظفين، إذا درسنا هذه الأمور بشكل دقيق، سنتمكن من الإجابة على سؤال الألف دولار”.

واعتبر أننا “نحتاج إلى الوقت، وتحديد الألف دولار كرقم ثابت اليوم ليس دقيقًا، لا نعرف بعد كم ستتمكن الحكومة من تحصيل الموارد، والأهم من ذلك”.

وسأل الخوري: “هل يجوز أن تبقى جميع موارد الحكومة مخصصة لتمويل الرواتب والأجور؟”

وختم: “إذا استمر الأمر على هذا النحو، فنحن نهيئ لأزمة أخرى ولدورات تضخم متتالية بسبب ضغط أجور القطاع العام على الاقتصاد الوطني”.

للاطلاع على المقال كاملا: اضغط هنا 

الخوري لـ” الاقتصاد اللبناني” : لجم الإنفاق المالي والاستثماري في لبنان كان أداة رئيسية لتحقيق استقرار سعر الصرف

كشفت وكالة “موديز” بأنّ لجم الإنفاق المالي والإستثماري في لبنان كان مفتاحًا لتحقيق استقرار سعر الصرف والأسعار، إلا أنه اضرّ بإمكانات النمو على المدى الطويل، الامر الذي يسلط الضوء على السياسات التي ستتبع في المرحلة المقبلة وامكانية تخلّيها عن لجم الإنفاق ومصير سعر الصرف في ضوء هذا التطور.

وفي هذا الإطار، اكد عميد كلية إدارة الأعمال في الجامعة الأميركية للتكنولوجيا في لبنان د. بيار الخوري في حديث لموقعنا Leb Economy ان “لجم الإنفاق المالي والاستثماري في لبنان كان أداة رئيسية لتحقيق استقرار سعر الصرف والحد من التضخم في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد. هذا النهج، الذي اعتمد على تقليص النفقات العامة وتخفيض الاستثمار في المشاريع طويلة الأجل، الهزيلة اصلاً، ساعد في تهدئة الأسواق ومنع انهيار أكبر للعملة المحلية. ومع ذلك، كان لهذا النهج آثار جانبية سلبية على الاقتصاد الكلي، حيث أضعف إمكانات النمو المستدام وقلص فرص العمل والإنتاجية.”

ووفقاً للخوري “في المرحلة المقبلة، من غير المتوقع أن يستمر لجم الإنفاق بهذه الصرامة على المدى الطويل دون إحداث تغييرات جوهرية في بنية الاقتصاد. فمع استقرار سعر الصرف النسبي، سيواجه صانعو القرار ضغطًا متزايدًا لإستئناف الإنفاق على مشاريع البنية التحتية والخدمات العامة لتحفيز النمو الاقتصادي. ومع ذلك، فإن التخلي عن سياسة التقييد المالي يجب أن يتم بحذر، لأن زيادة الإنفاق بشكل غير مدروس قد تؤدي إلى ارتفاع الطلب المحلي على العملات الأجنبية، مما سيضع ضغطًا جديدًا على سعر الصرف ويعيد دوامة التضخم.”

واشار الخوري الى انه “في حال تم التخلي عن لجم الإنفاق دون توفير مصادر مستدامة للتمويل، مثل زيادة الإيرادات الضريبية أو تحسين كفاءة جمعها، فإن النتيجة ستكون كارثية. وستجد الحكومة نفسها مضطرة إلى اللجوء إلى طباعة المزيد من العملة لتمويل العجز، مما سيؤدي إلى تدهور قيمة الليرة اللبنانية وارتفاع حاد في الأسعار، الامر الذي سيخلق تضخماً مفرط يزيد من معاناة المواطنين ويضعف الاستقرار الاقتصادي”.

وقال الخوري: ” إذا تم التخلي عن سياسة التقييد بشكل تدريجي ومدروس، مع التركيز على تحسين الإيرادات وتعزيز القطاعات الإنتاجية، فمن الممكن تحقيق توازن بين الاستقرار النقدي وتحفيز النمو. هنا تكمن أهمية وجود خطة اقتصادية شاملة تعالج جذور الأزمة، مثل إصلاح النظام المصرفي، استعادة الثقة في المؤسسات، وضمان استدامة الدين العام”.

ورأى الخوري ان “استمرارية سياسة التقييد المالي تعتمد على مدى قدرة الحكومة على تبني سياسات بديلة فعالة، فالتخلي العشوائي عنها سيعيد البلاد إلى مربع الأزمة، بينما التخلي المدروس والمبني على إصلاحات هيكلية يمكن أن يكون مفتاحًا للنهوض الاقتصادي دون التضحية بإستقرار سعر الصرف”.

للاطلاع على المقال كاملا: اضغط هنا 

الخوري لـ” الاقتصاد اللبناني” : مستقبل الدولار المصرفي في لبنان يبقى مرهونًا بقرارات السلطة

على مر سنوات الأزمة كان الدولار المصرفي دائماً أدنى من سعر الدولار الحقيقي الموجود في السوق مما عرض المودعين لخسائر. ليبقى السؤال ما مصير الدولار المصرفي  في عام 2025؟

في هذا الإطار، قال الباحث الأكاديمي والخبير في الشؤون المالية والاقتصادية وعميد كلية الإدارة والأعمال في الجامعة الأميركية للتكنولوجيا الدكتور بيار الخوري في حديث لموقعنا leb economy  “على مر سنوات الأزمة اللبنانية شكّل التفاوت بين سعر الدولار المصرفي وسعر الدولار في السوق السوداء واحدة من أبرز الإشكاليات الاقتصادية التي عمّقت معاناة المواطنين والمودعين. ويعود هذا التفاوت إلى عدة أسباب جوهرية أبرزها فقدان الثقة بالنظام المصرفي اللبناني بعد انهيار منظومته المالية وفرض قيود قاسية على السحب والتحويلات، بالإضافة إلى ذلك ساهم انخفاض احتياطي العملات الأجنبية في البنك المركزي واعتماد الدولار المصرفي على أرقام محاسبية بعيدة عن الواقع الاقتصادي الحقيقي في تعزيز هذه الفجوة، أما السوق السوداء فقد استندت على قوى العرض والطلب الحقيقية مما جعلها تعكس قيمة الدولار بشكل أدق”.

و حول السؤال الذي يطرح نفسه اليوم  عن إمكانية أن نتخلص من هذا التفاوت، رأى الخوري أن  الإجابة تتطلب تفاؤلًا مشروطًا بإصلاحات اقتصادية ومالية شاملة، مشدداً على ضرورة إعادة هيكلة القطاع المصرفي اللبناني بما يضمن حماية حقوق المودعين واستعادة ثقتهم وكذلك زيادة احتياطي العملات الأجنبية عبر استقطاب الاستثمارات الخارجية والمساعدات الدولية الأمر الذي يمكن أن يساهم في تقليص الفجوة بين السعرين، مؤكداً أن هذه الجهود لن تؤتي ثمارها إذا لم تصاحبها إصلاحات سياسية واقتصادية جذرية تضمن الإستقرار والشفافية.

وعن مصير الدولار المصرفي في عام 2025، فتوقّع الخوري أن يشهد الدولار المصرفي تغيّرات مرتبطة بالمسار الذي ستتبعه الحكومة اللبنانية، ففي حال نجاحها في تنفيذ إصلاحات فعالة قد يرتفع الدولار المصرفي تدريجيًا ليقترب من سعر السوق السوداء ربما ليصل إلى ما بين 50,000 و70,000 ليرة لبنانية.

 أما إذا استمرت الأزمات على حالها دون حلول جذرية، فتوقع الخوري أن يبقى الدولار المصرفي بعيدًا عن سعر السوق مع احتمال توسع الفجوة الحالية في حالة تحقيق تحسينات جزئية فقط قد يرتفع الدولار المصرفي إلى مستويات متوسطة تتراوح بين 30,000 و50,000 ليرة.

في المحصلة، رأى الخوري أن مستقبل الدولار المصرفي في لبنان يبقى مرهونًا بالقرارات التي ستتخذها السلطات ومدى التزامها بإعادة هيكلة النظام المالي والسياسي وعودة الثقة تشكّل العنصر الأساسي لحل هذه الأزمة وهو ما يتطلب رؤية استراتيجية وجهودًا متكاملة لمعالجة الجذور الحقيقية للمشكلة بدلًا من الإكتفاء بحلول مؤقتة.

للاطلاع على المقال كاملا: اضغط هنا