في موازاة موجة التفاؤل المحيطة بعودة السياح الخليجيين إلى لبنان، يقدّم الخبير الاقتصادي البروفيسور بيار الخوري قراءةً واقعيةً ومزدوجةَ الأبعاد لموسم صيف 2025، معتبرًا أنّ البلاد أمام فرصةٍ استثنائيةٍ من جهة، لكن أيضًا أمام تحدّياتٍ بنيويةٍ قد تُجهض هذا الزّخم قبل أن يُثمر.
ويشير الخوري إلى أنّ رفع الحظر عن سفر السعوديين والإماراتيين يمثّل خطوةً سياسيةً واقتصاديةً بالغة الأهمّية، من شأنها أن تُعيد التوازن إلى خريطة الزوّار، بعدما غابت دول الخليج عن لبنان لسنوات. ويستند إلى مؤشراتٍ فعليةٍ، كارتفاع حجوزات الطيران والطلب على لبنان كوجهةٍ صيفيةٍ، مدعومةٍ بتحسّن سعر الصرف واستقرارٍ نسبيّ، ليرجّح أن يشهد الموسم المقبل حركةً سياحيةً نشيطةً تتجاوز في إنفاقها المعدّلات التقليدية، لا سيما أن السائح الخليجي يُعدُّ من الأعلى إنفاقًا في السوق السياحية اللبنانية”.
في المقابل، يحذّر الخوري من تجاهل الواقع الميداني، حيث لا تزال البنية التحتية تعاني من ضعفٍ مزمنٍ، بدءًا من الكهرباء والاتصالات، وصولًا إلى شبكة الطرقات والخدمات العامة.
وبرأيه، فإنّ النجاح الحقيقي لا يكمن في استقطاب السياح فحسب، بل في الحفاظ على رضاهم وضمان عودتهم، لأنّ التجربة السياحية المُتكاملة هي التي تصنع الفارق.
ويطرح الخوري خياريْن أمام المعنيين بالقطاع: إمّا المسار الانفعالي الذي يراهن على السّوق ويغفل عن قصور الدولة، أو المسار البراغماتي الذي يرى في الموسم الحالي نقطة انطلاقٍ مشروطةٍ بإصلاحاتٍ ولو محدودة، تتيح تقديم صورةٍ سياحيةٍ لائقةٍ تبدأ من الاستقبال في المطار ولا تنتهي إلّا عند مغادرة الزائر راضيًا.
ويخلص الخوري إلى أن لبنان لا يفتقر إلى المقوّمات السياحية، بل إلى القدرة المؤسّسية على الحفاظ عليها. لذا فإنّ مصير الموسم الصيفي لا يتوقّف على الأرقام وحدها، بل على نوعيّة التجربة ومستوى التنسيق بين القطاعيْن العام والخاص. فبين واقعٍ محفوفٍ بالهشاشة وآخر مبشرٍ بالفرص، يتحدّد مستقبل السياحة، وربّما مستقبل الاقتصاد النقدي في البلاد ككلّ.
للاطلاع على المقال كاملاً: اضغط هنا