الخوري لـ” العربي الجديد ”: الشركات الأجنبية لعبت دوراً محورياً في توفير فرص عمل جديدة في السعودية

يرى عميد كلية إدارة الأعمال في الجامعة الأميركية للتكنولوجيا في لبنان بيار الخوري أن تجربة الانفتاح الاقتصادي في السعودية، التي تأتي ضمن إطار “رؤية 2030″، تمثل تحولاً كبيراً نحو تحقيق اقتصاد متنوع ومستدام، معتبراً أنها حققت نجاحات ملموسة على عدة مستويات، لكنها ليست خالية من التحديات التي تحتاج إلى إدارة دقيقة لتحقيق أقصى استفادة ممكنة، وفقاً لما صرح به لـ”العربي الجديد”.

ويوضح الخوري أن زيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة في السعودية أسهمت في تنفيذ مشاريع ضخمة مثل مشروع “نيوم”، الذي تقدر تكلفته بنحو 500 مليار دولار، بالتعاون مع شركات عالمية رائدة في مجالات التكنولوجيا والطاقة المتجددة، إضافة إلى شراكة “أكوا باور” السعودية مع شركات أجنبية لتنفيذ مشاريع طاقة شمسية ورياح بقدرة إنتاجية تصل إلى 20 غيغاواط بحلول عام 2030، لافتاً إلى أن هذه المشاريع تعكس نجاح المملكة في وتنويع الاقتصاد، حيث انخفضت نسبة إسهام النفط في الناتج المحلي الإجمالي من 50% في عام 2015 إلى 30%.

ويلفت الخوري، في هذا الصدد، إلى إسهام قطاع السياحة والترفيه في التحول الاقتصادي السعودي، إذ بلغت نسبته من الناتج المحلي الإجمالي حوالي 3.3% في عام 2022، مقارنة بـ2.5% في عام 2019، ما يعكس قدرة اقتصاد المملكة على استقطاب الشركات الأجنبية في قطاعات غير تقليدية، ويعزز التنمية الاقتصادية الشاملة ويخلق فرصاً جديدة للمستثمرين المحليين والأجانب.

توفير الوظائف

ويبين الخوري أن الشركات الأجنبية لعبت دوراً محورياً في توفير فرص عمل جديدة في المملكة، إذ ساهمت بما يقارب 40% من الوظائف الجديدة في القطاع الخاص خلال السنوات الأخيرة، وفقاً للهيئة العامة للإحصاء لعام 2023، كما أن برامج مثل “ندلب” ساعدت في زيادة نسبة السعوديين العاملين في القطاع الخاص إلى 23% في عام 2022، مقارنة بـ18% في عام 2018، ما يعكس الجهود المبذولة لتحقيق التوطين.

ومع ذلك، لا تزال العمالة الأجنبية تشكل نسبة كبيرة من القوى العاملة في السعودية، إذ تمثل حوالي 70% من إجمالي القوى العاملة في القطاع الخاص، وفقاً لتقرير البنك الدولي لعام 2023، وهو ما يرى الخوري أنه يتسبب في تقليل فرص السعوديين في المناصب العليا أو التقنية المتخصصة إذا لم تُعزَّز سياسات التوطين بشكل أكبر.

وإزاء ذلك، فإن الانفتاح الاقتصادي يواجه عدداً من التحديات التي تتطلب معالجة فعالة، حسب ما يرى الخوري، ومنها ما يصاحب الانفتاح من تغييرات ثقافية واجتماعية، خاصة مع دخول أنماط حياة جديدة عبر الشركات الأجنبية.

ولتعزيز التجربة وتقليل التحديات، يرى الخوري ضرورة وضع سياسات واضحة لضمان مشاركة السعوديين في الوظائف التي توفرها الشركات الأجنبية، خاصة في المناصب القيادية والتقنية، ودعم الشركات المحلية والريادية لتطوير منتجاتها وخدماتها بما يمكنها من المنافسة مع الشركات الأجنبية، إضافة إلى تعزيز الإطار التنظيمي لضمان التزام الشركات الأجنبية بالمعايير البيئية والاجتماعية، وأن تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

للاطلاع على المقال كاملا: اضغط هنا 

الخوري لـ ” النهار” : صندوق النقد الدولي يضع معايير قاسية لدعم لبنان

 يؤكد الخبير الاقتصادي الدكتور بيار الخوري أن الدمار غير المسبوق الذي نتج من الحرب الإسرائيلية على لبنان في الصيف والخريف الماضيين والذي لا يزال مستمرا بوتيرة منخفضة اضافة الى استضافة عدد كبير من اللاجئين أديا إلى تفاقم الركود الحاد في لبنان المصاحب باستمرار فشل القطاع المصرفي وارتفاع معدلات الفقر والبطالة.

وفيما تحدث المسؤولون اللبنانيون تكرارًا ، بمن فيهم الرئيس جوزف عون ورئيس مجلس الوزراء نواف سلاف عن جدول أعمال طموح خلال زيارة فريق صندوق النقد لبيروت في مارس/آذار 2025 مع التركيز على الإصلاحات والسياسات اللازمة لاستعادة النمو الاقتصادي، يضع الأخير معايير قاسية لدعم لبنان.

ويركز على تنفيذ إصلاحات شاملة تشمل تحقيق الاستدامة المالية من خلال تعزيز تحصيل الإرادات، وإعادة ترتيب اولويات الإنفاق العام، وإعادة هيكلة القطاع المصرفي للتعامل مع أزمة الودائع المجمدة وسندات اليوروبوندز، ودعم القطاعات الانتاجية.

كذلك يؤكد صندوق النقد الحاجة إلى تعزيز الحوكمة، وزيادة انفتاح الإدارة العامة، وتقديم البيانات المالية والاقتصادية الصحيحة والشفافة والمحدثة باستمرار لتوجيه قرارات السياسة العامة”.

في المقابل يشير الخوري إلى أن لبنان ” يريد مساعدات عاجلة لتمويل إعادة الاعمار، وسد فجوة المالية العامة، والمساعدة في إعادة إطلاق الخدمات الأساسية مثل الأمن والصحة والاسكان والتعليم، بينما يسعى لبنان الى خفض البطالة عبر توفير فرص عمل ودعم برامج الرعاية الاجتماعية، فإنه ملزم وضع استراتيجية محددة لمعالجة الأزمة المصرفية، وبالتالي يمكن استرداد الودائع وإعادة بناء الثقة في النظام المالي”.

إلا أن ما حققه لبنان في رأي الخوري ” لا يزال أولياً وغير كاف لمعالجة القضايا الملحة، حتى مع سياسات مثل دولرة الأسعار لكبح التضخم ووقف منصة صيرفة وتثبيت سعر الصرف عبر حيادية مصرف لبنان في سوق القطع والقضاء على العجز المالي منذ منتصف عام 2023 ، رغم أن كل هذه الاجراءات مثلت نقاط تحوّل حيوية في تحديد اتجاه العلاقة بين لبنان وصندوق النقد الدولي “.

وبينما يركز صندوق النقد على ضمان استدامة النمو الاقتصادي والاصلاحات على المدى الطويل، فإن نجاحه يعتمد على قدرة لبنان على تقديم خطة واضحة ومحددة في الزمن، تدعمها إرادة سياسية قوية، وبموجب هذه المقاربة، لا يمكن وفق الخوري “عزل مسألة التغييرات في قانون السرية المصرفية التي أقرتها اللجان النيابية عن مسار التفاوض الأكثر عمومية.

فالقانون معيار سياسي وأخلاقي لاستعداد الطبقة الحاكمة للكشف عن الحسابات وقاعدة توزيع الخسائر، وتاليا الانتقال من التفكير الحمائي إلى التفكير في المسؤولية تجاه مستقبل لبنان، فالاصلاح، بقدر ما هو أداة تقنية هو أيضا سياسة ومجتمع.

وأي خطة إصلاح تستخدم ورقة مساومة للتأجيل، بدلا من التنفيذ والتطبيق العادل والشفاف لشروطها، سوف تعني فقدان فرصة قد تكون الأخيرة لوقف مسار الانحدار وتحمل القوى السياسية مسؤولياتها التاريخية”.

للاطلاع على المقال كاملا: اضغط هنا 

الخوري لـ “هنا لبنان” : الاقتصاد الرّقمي ضرورةً ملحّةً لإعادة بناء الاقتصاد اللبناني

 يوضح المحلل الاقتصادي البرفيسور بيار الخوري لـ “هنا لبنان” أنّ “الاقتصاد الرّقمي ليس مجرّد خيار استراتيجي، بل ضرورةً ملحّةً لإعادة بناء الاقتصاد اللبناني وتحقيق التنمية المُستدامة”.

ويشير إلى أن “الانتقال نحو اقتصاد رقمي ممكن أن يحقّق فرص نمو اقتصادي كبيرة من خلال تحسين الكفاءة وتعزيز الشمول المالي، خاصةً بفضل القوّة الكامنة للمواهب التّكنولوجية في لبنان. فالشباب اللبناني لديه مهارات رقمية تؤهّله للابتكار والمنافسة على المستوى العالمي، ممّا يجعل الاقتصاد الرّقمي سوقًا واعدةً للاستثمار”.

“ومع ذلك، يواجه لبنان تحدّياتٍ كبيرةً تعيق هذا التحوّل، أبرزها ضعف البنية التحتية الرّقمية، بما في ذلك انقطاع التيار الكهربائي المتكرّر وبطء الوصول إلى الإنترنت. كما أنّ تراجع الثقة في النظام المصرفي بعد الأزمة المالية يمثّل عقبةً رئيسيةً أمام تبنّي الخدمات الرقمية. ولتجاوز هذه المعوقات، يشدد الخوري على أهمية توفير الحماية التشريعية للمعاملات الإلكترونية، وتحفيز الاستثمارات في البنية التحتية، وتحفيز الحلول المالية الرّقمية من خلال حوافز ضريبية وحملات توعية مجتمعيّة”، بحسب الخوري.

علاوةً على ذلك، تؤثّر عادات المعاملات النقدية من جهة، وانتشار الاقتصاد غير الرسمي من جهة أخرى، في قدرة لبنان على تقليل الاعتماد على النّقد. وتعتبر تطوير حلول دفع إلكتروني بسيطة وآمنة خطوةً حيويةً لتعزيز البدائل الرّقمية، خاصةً في المناطق الرّيفية وشرائح المجتمع ذات التعليم المحدود، إذْ يتطلّب هذا الأمر برامج تدريب وتوعية فعّالة لإيصال الفوائد الرّقمية إلى جميع المواطنين.

ويلفت الخوري إلى “إمكانية تسريع التحوّل الرّقمي إذا تعاونت السلطات التنظيمية مع شركات الاتصالات لبناء أنظمة دفع عبْر الهاتف المحمول، كما أنّ تبنّي سياسات مرنة تُشجع على الابتكار في التّكنولوجيا المالية من خلال تسهيل إجراءات ترخيص الشركات الناشئة، الأمر الذي يساهم بشكلٍ كبيرٍ في دعم جهود الشمول المالي”.

ويضيف الخوري: “مع ذلك فإنّ تحقيق الاستقرار الاقتصادي يتطلّب إصلاحاتٍ هيكليةً جذريةً، تشمل مكافحة الفساد في السياسات الحكومية، وإعادة هيكلة شاملة للنظام المصرفي. يتطلب الأمر كذلك اعتماد أنظمةِ دفعٍ مركزيةٍ حديثة، وإصلاح السياسات الضريبيّة لتحقيق العدالة المالية”.

ويتابع: “من جهة أخرى، يوفِّر التحوّل الرّقمي فرصًا لتعزيز الإيرادات الضريبيّة من خلال تتبّع المعاملات، وتمويل الشركات الصغيرة عبر البيانات الرّقمية. كما يمكن أن يجذب الاستثمار الأجنبي إلى قطاعَيْ التّكنولوجيا المالية والتجارة الإلكترونية، مما يعزّز السوق اللبنانية ككلّ”.

“ولجذب الاستثمارات الأجنبية في القطاع الرّقمي، يتطلّب الأمر إنشاء نظام قانوني جذّاب ينظم العملات المشفرة ويحمي حقوق المستثمرين، إلى جانب بناء بنيةٍ تحتيةٍ رقميةٍ متقدمةٍ بالشراكة مع الجهات الدولية. وبالجاذبية المناسِبة، يمكن أن يتحوّلَ لبنان إلى مركزٍ إقليمي للابتكار المالي من خلال تقديم الإعفاءات الضريبيّة للشركات الناشئة في التّكنولوجيا المالية، وتدريب الكفاءات المحلية بالتعاون مع المؤسّسات الدولية، إذا كان هناك تصميم سياسي حقيقي على تنفيذ الإصلاحات المؤسّسية”، بحسب الخوري.

وفي المحصّلة، يظهر التحوّل نحو الاقتصاد الرّقمي في لبنان كفرصةٍ واعدةٍ للنموّ، على الرَّغم من التحديات الكبيرة التي يتعيّن مواجهتها، إذْ يتطلّب هذا المسار تعاونًا شاملًا بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني لتحقيق الاستفادة القصوى من هذه الفرصة.

للاطلاع على المقال كاملا: اضغط هنا