الخوري لـ”نداء الوطن” : أمام لبنان 3 تحدّيات تحت عنوان ورشة إصلاح القطاع العام

رأى عميد كلية إدارة الأعمال في الجامعة الأميركية للتكنولوجيا بيار الخوري، أن المرحلة المقبلة هي مزيج من التحدّيات والفرص ومزيج من مصادر داخلية ومصادر خارجية. لافتاً لـ “نداء الوطن” إلى أن عملية إعادة الإعمار ستكون المحرّك الأساسي للنمو الاقتصادي، “علماً أن التحدّيات تتمثل بإمكانية الانتقال إلى إدارة حديثة وشفافة وخالية من الفساد”.

وأوضح أن مصدر التدفقات المالية سيكون المؤسسات الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، مؤسسات التنمية الدولية التي تقدم مشورة لإعادة الإعمار، بالإضافة إلى الدعم المالي المشروط بالإصلاحات الاقتصادية. كذلك الأمر بالنسبة للدول المانحة التي ستتألف بشكل أساسي من الدول العربية المتموّلة، والتي ستشكّل مصدر الدعم الأساسي والأكبر، تليها الدول الأوروبية، فالولايات المتحدة. مشدداً على أن شروط الدول المانحة سياسية بالدرجة الاولى واقتصادية أساسية مماثلة لشروط المؤسسات الدولية.

كما أشار الخوري إلى أن الجزء الآخر من التدفقات المالية سيأتي من خلال عطاءات الدولة أي العقود الاستثمارية طويلة الاجل مثل الـ BOT وغيرها. وأخيراً، فإن الجزء الأخير من التدفقات سيكون من القطاع الخاص اللبناني المغترب والمقيم، الذين أثبتوا عبر التجارب التاريخية أنهم جزء فعّال من أي عملية إعادة إعمار حصلت في الماضي بعد الحروب.

تابع: تضاف إلى ذلك إمكانية حصول المواطنين أو المؤسسات على تعويضات الحرب من خلال صناديق متخصّصة أو الهيئة العليا للإغاثة أو التعويضات الحزبية. وفي حال حصوله، سيكون جزءاً من عملية تدفق الأموال إلى الاقتصاد.

في المقابل، نبّه الخوري من الرقابة المتشددة على مصادر الأموال في ظلّ إدراج لبنان على اللائحة الرمادية لمنظمة العمل المالي، وفي ظلّ اتّهام لبنان بأنه ساحة لتبييض الأموال وأموال الجريمة المنظمة، مما يشكل عبئاً كبيراً على مصادر التمويل غير الموثوقة وغير الرسمية لإعادة الإعمار، خصوصاً التمويل الحزبي بأي شكل من الأشكال.

أما بالنسبة لدور الدولة في عملية إعادة الإعمار، فاعتبر الخوري أن هذا الأمر مرتبط أوّلاً بإصلاح الموازنة، وتعديل النظام الضريبي والنظام المالي ونظام الحوكمة لتأمين إيرادات أكبر يمكن أن تسدّ حاجة التمويل التي تتجاوز ما تهدّم نتيجة الحرب بل تعود إلى العام 2019.

ختم الخوري: أمام لبنان 3 تحدّيات تحت عنوان ورشة إصلاح القطاع العام: الحوكمة، الكفاءة واستئصال الفساد. التحدّي الثاني هو إعادة جدولة الدين العام الأجنبي وإصلاح القطاع المصرفي. والتحدّي الثالث يرتبط بالتوترات الاجتماعية التي يمكن أن تسوق البلاد نحو الفوضى في حال لم يفلح العقل السياسي في إنجاز اصلاحات تسمح بالنمو. إن لم ننجح في هذه التحدّيات لن نحصل على قرش واحد!

للاطلاع على المقال كاملاً: اضغط هنا

الخوري لـ”الديار”: المطلوب خطة تتطلب تعاوناً دولياً وقيادة تؤمن الإستقرار

في قراءة أولية للخسائر والأثر الاقتصادي للحرب الدائرة على لبنان يقول الباحث الأكاديمي والخبير في الشؤون المالية والاقتصادية وعميد كلية الإدارة والأعمال في الجامعة الأميركية للتكنولوجيا الدكتور بيار الخوري في حديث للديار :

“تسببت الحرب على لبنان الدائرة بين إسرائيل وحزب الله والقصف الجوي العنيف على مناطق لبنانية مختلفة بأضرار جسيمة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، و في ما يلي تحليل شامل للخسائر:

1. الأضرار في البنية التحتية
شبكة الكهرباء:

تعرضت شبكة الكهرباء لتدمير واسع، حيث تُقدر خسائرها بحوالى 500 مليون دولار.

شبكة المياه:

تضررت شبكات المياه في مناطق الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع، مما يتطلب إعادة تأهيل كاملة.

البنية التحتية الأخرى:

تضررت الطرق والجسور وشبكة الاتصالات بالكامل في المناطق المتضررة، ما أدى إلى تعطيل شامل للخدمات الأساسية.

2. خسائر القطاع السكني

قُدّرت خسائر القطاع السكني بتدمير حوالى 200 ألف شقة ومنزل. تكلفة إعادة البناء تُقدّر بحوالى 5 مليارات دولار.

الأراضي الزراعية والإنتاج الزراعي:

طالت الأضرار ثلث الأراضي الزراعية القابلة للزراعة، مما أدى إلى خسائر طويلة الأجل.

تم تدمير حوالى 50 ألف شجرة زيتون وأشجار مثمرة أخرى.

الاحراج الطبيعية تعرضت للتدمير والحريق، مما أدى إلى تدهور بيئي قد يستمر لعقود بسبب استخدام مواد لها آثار بيئية طويلة الأمد.

وتعطلت كافة مصالح الجنوب بعد صيدا وشرق صيدا، مما أدى إلى شلل اقتصادي في تلك المناطق.

قطاع الخدمات:

خسر حوالى 20% من إنتاجه، رغم استمرار عمل القطاع السياحي في بعض المناطق بسبب توافد النازحين داخليًا.

الناتج المحلي:

تشير التقديرات إلى أن الناتج المحلي الإجمالي سيتراجع بحوالى 6 مليارات دولار سنويًا، مع خسائر إجمالية تُقدر بـ 12 مليار دولار، عدا فاقد الإنتاج المستقبلي الذي يتجاوز دورة اقتصادية واحدة.

تعطيل اليد العاملة:

تعطلت ثلث القوى العاملة اللبنانية، مما رفع معدلات البطالة وزاد الضغط الاجتماعي.

ارتفاع التضخم:

التضخم على السلع الأساسية زاد بنسبة 10%، مما أثر في القدرة الشرائية للسكان.

هجرة الكفاءات:

غادر أكثر من 400 ألف مواطن البلاد، ما زاد من نزيف الكفاءات وعقّد جهود التعافي الاقتصادي.

شلل الاستثمارات:

الاستثمار، الذي كان يعاني منذ أزمة 2019، بات مشلولًا بالكامل نتيجة الحرب وعدم الاستقرار.

تشوه التعليم:

يعاني القطاع التعليمي من تشوهات كبيرة بسبب فقدان البنية التحتية وصعوبة تطبيق التعليم عن بعد في المناطق المختلفة خاصة مع ضغط النزوح على المدارس، مما يهدد بجيل يعاني من فجوات تعليمية طويلة الأمد.

وما ينطبق على الكهرباء ينطبق أيضًا على الاتصالات، التي تعرضت للتدمير في المناطق المستهدفة، مما يزيد من تعقيد عملية إعادة الإعمار واستعادة الخدمات.

يرى الخوري أن الحرب الحالية تُشكّل تحديًا هائلًا للبنان على عدة مستويات وهي تتجاوز التقديرات الحالية للخسائر الإجمالية 12 مليار دولار، مع توقع تأثير اقتصادي مستمر لسنوات مقبلة.

التأثير في النمو:

-تعطل الإنتاج وتراجع الناتج المحلي الإجمالي، مما يزيد من عمق الأزمة الاقتصادية.

-الهجرة، البطالة، والتضخم تزيد من الأعباء على المجتمع اللبناني.

الإجراءات المطلوبة للتعافي

أما بالنسبة للإجراءات المطلوبة للتعافي الاقتصادي فيشدد الخوري على ضرورة إعادة الإعمار السريع واعتماد الخطوات الاتية :

-التركيز على البنية التحتية الأساسية لتسهيل عودة الحياة إلى المناطق المتضررة.

-تعويض المزارعين والمتضررين: تقديم دعم مباشر لإعادة زراعة الأراضي المتضررة من خلال برامج مصممة دوليا.

-إصلاح الاقتصاد الوطني: وضع خطط اقتصادية لتعزيز القطاعات الإنتاجية وتقليل الاعتماد على اقتصاد التحويلات.

-مكافحة الهجرة الجماعية: توفير الحوافز للمقيمين والمغتربين للعودة والاستثمار في إعادة بناء البلاد.”

ويختم الخوري بالقول “الوضع الحالي يتطلب خطة شاملة تتضمن تعاونًا دوليًا واسعًا وقيادة سياسية قادرة على تحقيق الاستقرار”.

للاطلاع على المقال كاملا: اضغط هنا

الخوري لـ “هنا لبنان” : لبنان وقع في حفرة شبيهة بحفرة اليمن وسوريا

لفت الخبير الاقتصادي البرفسور بيار الخوري إلى أنّ الحرب على لبنان كانت لها آثار اقتصادية سلبية كبيرة، شملت تدميراً واسعاً في البنية التحتية حيث تسببت المعارك في تدمير الطرق والجسور والمباني والمرافق العامة، مما يتطلب تكاليف إعادة إعمار باهظة لا يمكن حصرها قبل نهاية الحرب، ما هو متوفر من تقديرات يشير إلى خسائر تجاوزت نصف مليار دولار في قطاع الكهرباء، كما تتراوح نسبة الخسائر في المباني والممتلكات الخاصة بين ٢٠ و٩٠ بالمئة ولا يتوفر إحصاء أو مسح للبنية التحتية والتي يمكن أن تكون بالمليارات.

 

ويضيف الخوري: “ساهمت الحرب أيضاً في انخفاض النمو الاقتصادي، إذ يقدر أن الناتج المحلي الاجمالي قد يخسر قيمة سنوية لا تقل عن الثلث إذا استمر الوضع على ما هو عليه. كما أدى تدمير الشركات والمؤسسات لفقدان العديد من الوظائف وارتفاع معدلات البطالة وتعطيل الطاقة الإنتاجية للقوى العاملة والرساميل على حد سواء، وهذا الوضع عرضة للتفاقم بما يهدد المؤسسات الاقتصادية في المناطق كافة وليس فقط تلك التي تضررت من جراء الحرب. كما يؤدي انخفاض الإنتاج وزيادة الطلب على السلع الأساسية إلى ارتفاع الأسعار وتدهور القوة الشرائية للمواطنين.

 

ومن الآثار الاقتصادية للحرب يلفت الخوري إلى تدهور السياحة حيث أثر الصراع سلبًا على القطاع السياحي، مما أدى إلى انخفاض عدد السياح وتراجع الإيرادات السياحية خصوصاً وأن البلد كان يعيش أساساً على المواسم السياحية بين الصيف ورأس السنة.

 

ويشير الخوري إلى أنّ “وضع لبنان على اللائحة الرمادية في خضم الحرب فاقم إمكانية التواصل المالي الآمن مع المؤسسات المالية في العالم والبلد قد لا يكون جاهزا لإجراء الإصلاحات حتى لو توفرت النية في ظل تفاقم الفوضى”.

ويضيف: “كما أنّ المالية العامة كانت في وضع سيئ حتى قبل اندلاع الحرب وقد أدت الحرب إلى وقف التحصيل، وهناك خطر أن يعيد مصرف لبنان تمويل عمليات الحكومة بما يهدد الاستقرار النقدي الهش”.

وعن موقف مصرف الإسكان واستعداده للمساهمة في منح القروض وإعادة إعمار لبنان يقول الخوري، موقف مصرف الإسكان هو موقف عام لا يستند إلى حيثيات واقعية، الواقع أنّ مصرف الإسكان كما القطاع المصرفي والحكومة يواجهون وضعاً مختلفاً تماماً عن كافة الظروف التي واجهتنا طوال الأزمة المندلعة منذ العام ٢٠١٩”. ويتابع: “اليوم لبنان يحتاج لاستثمارات دولية ضخمة لاستعادة القدرة على تسيير الاقتصاد بالحد الادنى وليس لتلبية ورشة التنمية الشاملة. بالتأكيد سيكون هناك دور لمصرف الاسكان ولكن كجزء صغير وملحق بقرار إعادة إعمار أكبر بكثير وله طابع سياسي إقليمي ودولي يتجاوز فكرة الإسكان أو الاعمار بمعناه العقاري. لبنان وقع في حفرة شبيهة بحفرة اليمن وسوريا وهذا يعني أنّ إعادة إعماره قرار سياسي دولي وليس قراراً استثمارياً مهما كان”.

 

بهذا المعنى لا يمكن إعادة إعمار ما تهدم دون قرار سياسي دولي إقليمي يتفق مع تنازلات سياسية واسعة. فالظروف التي نعيشها مختلفة تماماً عن ظروف العام ٢٠٠٦، عندما كان البلد غنياً وكان الموقف العربي والدولي حول لبنان أقل حدة كما أنّ حجم الدمار اليوم أكبر بكثير.
قد نحتاج لتغيير البنية السياسية بالكامل من أجل الحصول على تمويل لإعادة الاعمار وهذا أصعب خيار يواجه لبنان بعد شروط وقف إطلاق النار، فقد دخل لبنان في نفق حربي سياسي اقتصادي لا نستطيع رؤية بصيص أمل في آخره.

 

للاطلاع على المقال كاملا: اضغط هنا