الخوري لـ “هنا لبنان” : لبنان وقع في حفرة شبيهة بحفرة اليمن وسوريا

لفت الخبير الاقتصادي البرفسور بيار الخوري إلى أنّ الحرب على لبنان كانت لها آثار اقتصادية سلبية كبيرة، شملت تدميراً واسعاً في البنية التحتية حيث تسببت المعارك في تدمير الطرق والجسور والمباني والمرافق العامة، مما يتطلب تكاليف إعادة إعمار باهظة لا يمكن حصرها قبل نهاية الحرب، ما هو متوفر من تقديرات يشير إلى خسائر تجاوزت نصف مليار دولار في قطاع الكهرباء، كما تتراوح نسبة الخسائر في المباني والممتلكات الخاصة بين ٢٠ و٩٠ بالمئة ولا يتوفر إحصاء أو مسح للبنية التحتية والتي يمكن أن تكون بالمليارات.

 

ويضيف الخوري: “ساهمت الحرب أيضاً في انخفاض النمو الاقتصادي، إذ يقدر أن الناتج المحلي الاجمالي قد يخسر قيمة سنوية لا تقل عن الثلث إذا استمر الوضع على ما هو عليه. كما أدى تدمير الشركات والمؤسسات لفقدان العديد من الوظائف وارتفاع معدلات البطالة وتعطيل الطاقة الإنتاجية للقوى العاملة والرساميل على حد سواء، وهذا الوضع عرضة للتفاقم بما يهدد المؤسسات الاقتصادية في المناطق كافة وليس فقط تلك التي تضررت من جراء الحرب. كما يؤدي انخفاض الإنتاج وزيادة الطلب على السلع الأساسية إلى ارتفاع الأسعار وتدهور القوة الشرائية للمواطنين.

 

ومن الآثار الاقتصادية للحرب يلفت الخوري إلى تدهور السياحة حيث أثر الصراع سلبًا على القطاع السياحي، مما أدى إلى انخفاض عدد السياح وتراجع الإيرادات السياحية خصوصاً وأن البلد كان يعيش أساساً على المواسم السياحية بين الصيف ورأس السنة.

 

ويشير الخوري إلى أنّ “وضع لبنان على اللائحة الرمادية في خضم الحرب فاقم إمكانية التواصل المالي الآمن مع المؤسسات المالية في العالم والبلد قد لا يكون جاهزا لإجراء الإصلاحات حتى لو توفرت النية في ظل تفاقم الفوضى”.

ويضيف: “كما أنّ المالية العامة كانت في وضع سيئ حتى قبل اندلاع الحرب وقد أدت الحرب إلى وقف التحصيل، وهناك خطر أن يعيد مصرف لبنان تمويل عمليات الحكومة بما يهدد الاستقرار النقدي الهش”.

وعن موقف مصرف الإسكان واستعداده للمساهمة في منح القروض وإعادة إعمار لبنان يقول الخوري، موقف مصرف الإسكان هو موقف عام لا يستند إلى حيثيات واقعية، الواقع أنّ مصرف الإسكان كما القطاع المصرفي والحكومة يواجهون وضعاً مختلفاً تماماً عن كافة الظروف التي واجهتنا طوال الأزمة المندلعة منذ العام ٢٠١٩”. ويتابع: “اليوم لبنان يحتاج لاستثمارات دولية ضخمة لاستعادة القدرة على تسيير الاقتصاد بالحد الادنى وليس لتلبية ورشة التنمية الشاملة. بالتأكيد سيكون هناك دور لمصرف الاسكان ولكن كجزء صغير وملحق بقرار إعادة إعمار أكبر بكثير وله طابع سياسي إقليمي ودولي يتجاوز فكرة الإسكان أو الاعمار بمعناه العقاري. لبنان وقع في حفرة شبيهة بحفرة اليمن وسوريا وهذا يعني أنّ إعادة إعماره قرار سياسي دولي وليس قراراً استثمارياً مهما كان”.

 

بهذا المعنى لا يمكن إعادة إعمار ما تهدم دون قرار سياسي دولي إقليمي يتفق مع تنازلات سياسية واسعة. فالظروف التي نعيشها مختلفة تماماً عن ظروف العام ٢٠٠٦، عندما كان البلد غنياً وكان الموقف العربي والدولي حول لبنان أقل حدة كما أنّ حجم الدمار اليوم أكبر بكثير.
قد نحتاج لتغيير البنية السياسية بالكامل من أجل الحصول على تمويل لإعادة الاعمار وهذا أصعب خيار يواجه لبنان بعد شروط وقف إطلاق النار، فقد دخل لبنان في نفق حربي سياسي اقتصادي لا نستطيع رؤية بصيص أمل في آخره.

 

للاطلاع على المقال كاملا: اضغط هنا

الخوري لـ ” النهار” : إدراج لبنان في اللائحة الرمادية سيجعل من الصعب تأمين التمويل اللازم من المؤسسات الدولية

ماذا عن المخاطر المرتبطة بإدراج لبنان في “اللائحة الرمادية”؟ الأكاديمي والخبير الاقتصادي البروفسور بيار الخوري يشير إلى أن “المصارف والمؤسسات المالية حول العالم ستصبح أكثر حذرا في التعامل مع الأفراد والشركات اللبنانية، وسيؤدي ذلك إلى فرض تدابير إضافية من البنوك العالمية على أي تعاملات مالية مع لبنان، بما يصعّب الوصول إلى الأسواق المالية الدولية”.

وفي ظل الحرب مع إسرائيل والضغط الدولي المتزايد، يقول إن “الحكومة اللبنانية قد تجد نفسها في موقف أضعف عند التفاوض مع الجهات الدولية للحصول على مساعدات أو دعم مالي بات لبنان في أمسّ الحاجة إليها، مع استمرار الحرب ثم انتهائها. فلبنان سيحتاج إلى مساعدات دولية ضخمة لإعادة إعمار ما دمرته الحرب، لكن إدراجه في اللائحة الرمادية سيجعل من الصعب تأمين التمويل اللازم من المؤسسات الدولية أو الدول المانحة”.

أما الخطر الأكبر في رأي الخوري، فهو “التأثير على الشرعية السياسية، إذ إن إدراج لبنان في اللائحة الرمادية قد يعزز الانطباع السلبي عن النخب السياسية التي تتهم بعدم تنفيذ الإصلاحات الضرورية، وهو ما قد يؤدي في ظل ما يحصل اليوم إلى إضعاف موقف لبنان في المحافل (وهو موقع ضعيف أصلا) في هذا الظرف الحساس”.

للاطلاع على المقال كاملا: اضغط هنا 

الخوري لـ”سبوتنيك”: اعتماد نظام دفع “بريكس” قد يضغط على الغرب لتخفيف العقوبات أو مراجعة سياساته المالية

اعتبر الأكاديمي والباحث اللبناني في مجال الاقتصاد والاقتصاد السياسي، الدكتور بيار الخوري، اليوم الخميس، أن نظام الدفع الموحد لـ “بريكس”، في حال نجاحه واعتماده من قبل دول المجموعة وغيرها، قد يشكل ضغطًا على الدول الغربية، لتخفيف عقوباتها، أو مراجعة مواقفها من السياسات المالية العالمية.

وقال الخوري في حديث لوكالة “سبوتنيك”: إن “النجاح المحتمل لهذا النظام يعتمد على توسع التحالفات الاقتصادية مع دول خارج “بريكس”. فإذا تبنت دول أخرى النظام، قد يشكل ذلك ضغطاً على الدول الغربية، لتخفيف عقوباتها، أو حتى مراجعة مواقفها من السياسات المالية العالمية”. ووفقا للخبير اللبناني، فإنه بالمحصلة، يبقى نجاح نظام دفع “بريكس” الموحد معتمداً على قدرة دول المجموعة على التغلب على العقبات التقنية والسياسية، مثل إنشاء بنية تحتية تقنية قوية وآمنة، وتوافقات قانونية وسياسية فيما بينها، وتعدد العملات؛ بالإضافة إلى تجنب أو التكيف مع الضغوطات الغربية المحتملة. وأضاف في هذا الصدد: “إذا تم إنشاء نظام الدفع، قد تواجه دول “بريكس”، أو الدول التي تستخدمه، عقوبات اقتصادية غربية. هذه العقوبات يمكن أن تعيق مشاركة دول أخرى أو شركات كبرى في النظام، مما يحد من فعاليته. ولكن قد تتمكن دول “بريكس” من إيجاد حلول لتجنب العقوبات أو التقليل من آثارها، مثل إنشاء آليات دفع خاصة بها، أو إبرام اتفاقيات ثنائية مع الدول الراغبة في استخدام النظام؛ خصوصاً في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية”.

ورأى الخبير اللبناني، أن نظام الدفع المقترح سيساهم في تعزيز التوجه نحو عالم مالي متعدد الأقطاب، بدلاً من الاعتماد الكلي على النظام المالي الغربي؛ مشيراً إلى أن دول الجنوب العالمي تسعى إلى تقليل اعتمادها على القوى الاقتصادية الغربية، والأنظمة المالية التي تهيمن عليها، مثل نظام “سويفت” والدولار.

وحول أسباب رغبة دول الجنوب في الانضمام إلى “بريكس”، يرى الخوري أن هذا الائتلاف “يوفر بديًلا يمكن أن يساعد هذه الدول على تحقيق نوع من الاستقلالية الاقتصادية، وتعزيز تنميتها الذاتية”.

وتابع قائلا: “يجب التذكير بأن العديد من دول الجنوب تعتبر أن النظام الاقتصادي الدولي الحالي لا يعبر عن مصالحها، خاصة في ظل الهيمنة الغربية. إن الانضمام إلى “بريكس” يُعتبر خطوة نحو عالم متعدد الأقطاب يُمكّن هذه الدول من المشاركة الفعالة في اتخاذ القرار الدولي”.

كما أشار الأكاديمي اللبناني إلى أن بعض دول الجنوب العالمي تعاني من العقوبات الغربية؛ مؤكداً أنها بالتالي ترى في الانضمام إلى “بريكس” وسيلة لمواجهة هذه العقوبات، من خلال دعم متبادل مع الدول الأعضاء مثل روسيا والصين.

جدير بالذكر أن مجموعة “بريكس” هي رابطة مشتركة بين الدول تم إنشاؤها في عام ،2009 من قبل البرازيل وروسيا والصين والهند، انضمت إليها جنوب أفريقيا عام 2011؛ ومنذ بداية عام ،2024 انضمت مصر وإثيوبيا وإيران والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.

وتترأس روسيا مجموعة “بريكس” هذا العام، تحت شعار “تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالميين العادلين”؛ ونظمت روسيا منذ رئاستها المجموعة، أكثر من 200 حدث سياسي واقتصادي واجتماعي.
وسيكون الحدث الرئيسي هو قمة “بريكس”، بمشاركة عدد من رؤساء وقادة الدول؛ وستنعقد القمة في مدينة قازان خلال الفترة من 22 إلى 24 تشرين
الأول/أكتوبر الجاري.